هذه أحدي القصص المؤلمة

من طرف منال الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 3:46 pm

أسمحوا لي أن أعرض عليكم مأساة طفلة بعد نفاذ كل السبل أمام والدها ...دموعه هي ترجمان حقيقي لعجزه ...وكمحاولة أخيرة عرضت عليه ..ان يسمح لي بأن أحاول لعلي أستطيع علي الأقل توضيح حجم الكارثة التي وصلت اليها الصحة في بلادنا ...في حالة عدم استجابة المسؤولين لحل هذه المشكلة
ه..ع..طفلة من 14|2|2002

قبل أن تبلغ سنتها الأولى أصيبت بمرض سرطان الدم

دخلت مستشفي طرابلس الطبي لمدة ثلاث شهور لتلقي العلاج من هذا المرض

تم ايفادها للعلاج في الخارج علي نفقة المجتمع من قبل مكتب المعلومات وذلك بتاريخ28|8|2003الي جمهورية ألمانيا"برلين"حيث خضعت هناك للعلاج الكيماوي عدة أشهر ولكن بعد انقضاء مدة العلاج واجراء تحاليل طبية لها في ألمانيا أتضح أنها مصابة بفيروس داء الكبد الوبائي"2"نتيجة اعطائها دم ملوث بمركزطرابلس الطبي ..وتم تأكيد ذلك من خلال شرائح الدم المرسلة من ليبيا الي ألمانيا لعلاج الطفلة

ثم رجعت الي ليبيا ليتم علاجها من الوباء الكبدي"2"وفق الوصفة العلاجية التي حددت في ألمانيا ..وبما أن الطفلة مصابة بسرطان الدم الأمر الذي يستدعي ان يكون هناك توافق بين علاج المرضين..أي أن هذه الحالة تحتاج لمتخصصين يمكنهم التعامل مع هذين المرضين في جسد واحد الا أنه للآسف لم يكن ذلك ممكنا في مركز طرابلس الطبي مما استلزم الأمر ايفادها مرة أخر الي ألمانيا لآستكمال العلاج تحت أشراف طبي متقدم ولكن المكتب الشعبي في "برلين"أصرعلي أن يتم العلاج في ليبيا مكررا الخطأ الأول نفسه والنتيجة كانت هي نفسها

بعد فترة تم ايفاد الطفلة الي فرنسا للعلاج من الوباء الكبدي .وبعد اجراء الفحوصات الطبية اتضح أن الفيروس أصبح خامدا ويتطلب الأمر خضوع المريضة للتحاليل الطبية كل ثلاثة أشهر أو ستة كحد أقصى في فرنسا لمعرفة الحالة التي عليها الفيروس "خامداً أو نشطاً "

منذ تاريخ 2|7|2007 لم تتمكن المريضة من السفر مجددا لمواصلة العلاج وفقا للمعطيات الطبية الدقيقة التي نفتقدها مع الآسف في مستشفياتنا في ليبيا نظرا لصعوبة معالجة مرضين خطرين في جسدها الصغير

بعد هذا السرد للحالة المرضية والعلاجية التي مرت بها أحب أن أذكر لكم هنا سرا أخبرني به والد مريضتنا ولمصلحته ها أنا أكتبه فليغفر لي الله ولسامحني ذلك الأب الملتاع في فلذة كبده (( ..أنه وأثناء وجوده وأبنته في مستشفيات ألمانيا بعدما أتضح أصابة أبنته بالوباء الكبدى نتيجة أعطائها دما ملوثا في مركز طرابلس الطبي عرض عليه أن يرفع قضية ضد هذا المركزمقابل ذلك ستقدم لأبنته كل المساعدات الطبية والعلاجية من الجهات المختصة في جمهورية ألمانيا

وحفاظا منه علي سمعة بلاده ... التي كانت في ذلك الوقت علي المحك بسبب قضية الأطفال الليبين المصابين بالأيدز وحرصه على عدم أثارة هذا الأمرفي ذاك التوقيت بالذات جعله يرفض رغم الألم النفسى الذى يعانيه ورغم قناعته من حقه في التقاضي علي المستثفي التي أرتكبت هذا الخطأ الكبير